التقرير السنوي 2000 - البنك العربي الإسلامي الدولي كلمة رئيس مجلس الإدارة.

بسم الله الرحمن الرحيم

{هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور}
صدق الله العظيم
(الملك الآية 15)

حضرات المساهمين الكرام،،،

لقد حقق البنك العربي الإسلامي الدولي إنجازات هامة، استطاع من خلالها أن يصل إلى مرتبة ممتازة كمؤسسة مالية إسلامية لم يمض من عمرها سوى ثلاث سنوات.

إن النتائج التي نضعها بين أيديكم تشير في محصلتها إلى قابلية هذه المؤسسة للعمل بنجاح في مختلف الظروف، كما تدل على قدرة إدارة البنك على التعامل مع المستجدات، وتؤكد هذه النتائج أيضا على عمق الثقة بهذه المؤسسة والإخلاص لأهدافها من قبل عملائها والعاملين فيها.

فقد استطاع البنك العربي الإسلامي الدولي للسنة الثالثة على التوالي أن يثبت امتلاكه لجميع عناصر القوة والنجاح وأظهر البنك سنة بعد أخرى قدرة مستمرة على تحقيق الأرباح والأهداف المرسومة إلى جانب تميزه في الأداء بالرغم من استمرار تأثر الأردن بالظروف الخارجية غير المواتية مثل استمرار الحصار المفروض على العراق وصعوبة التصدير للسوق الفلسطيني واستمرار حالة الترقب التي طغت على سلوك العملاء والمستثمرين نتيجة عدم وضوح النتائج النهائية للجهود المبذولة من أجل التوصل إلى تسوية سلمية شاملة، فكان أن تأثرت البنوك سلباً بتراجع معدلات الطلب على الائتمان وتزايد الفوائض النقدية لديها إلى جانب محدودية فرص التوظيف المجدية المتاحة أمامها.

وتظهر نتائج البنك عن العام 2000 بوضوح مدى تطور البنك ومقدرته على تحقيق الأرباح للمساهمين والمودعين على حد سواء. حيث استطاع البنك تحقيق نمو إيجابي في صافي أرباحه بلغ 121.6% وأرتفع العائد على متوسط الموجودات إلى 2.5% مقابل 1.5% في العام السابق.

كما حقق البنك نموا موازيا في ودائع العملاء مما انعكس أيضا على استخدامات البنك لأمواله وموجوداته بشكل عام، معتمدا في ذلك على سياسات حصيفة تضمن النجاح والاستمرار، والاستخدام الأمثل لمصادر الأموال بعناية وحرص وتفضيل سلامة المركز المالي، التي تحقق التوازن بين مصلحة المساهمين وتحقيق أعلى عائد ممكن لأصحاب حسابات الودائع الاستثمارية.

إن البنك العربي الإسلامي الدولي ينظر إلى كافة أنشطة المجتمع وفعالياته، نظرة إسلامية صحيحة، ويبحث دوما عن السبل الملائمة للتعامل معها بحثا عن الحلول اللازمة لكل ما يطرأ من أحداث أو ينشأ من مشكلات، ويستلهم في كل ذلك روح التشريع كما يراعي في الوقت نفسه ضرورات الحياة.

ومن هذا المنطلق فإن البنك العربي الإسلامي الدولي يستمر في دراسة المنتجات التقليدية للبنوك الإسلامية من أجل تطويرها كما يعمل على استحداث عقود وصيغ تمويل متفقة مع أحكام الشريعة الإسلامية حتى تنمكن من مواجهة مشكلات العصر ونتغلب عليها في ظل من روح الشرع وجوهر الدين الحنيف، وبحيث تكون هذه العقود والصيغ نموذجا رائدا يضمن النجاح لنا، وأن تكفل لنا في الوقت ذاته عدم الانعزال عن العالم، ولا نتخلف عن الركب الحضاري.

يسعى البنك العربي الإسلامي الدولي إلى تنويع خدماته المصرفية وتطويرها كما يسعى دائما إلى التميز في الأداء وأن تتوفر في جميع منتجاته وخدماته الجديدة النوعية العالية التي اعتاد على تقديمها. هذا ويشكل استثمار البنك في التقنية الحديثة عنصرا مهما من عناصر السياسات التي يعتمدها لتحقيق التميز في الأداء والتفوق في خدمة العملاء.

إننا ندرك الصعوبات والمشاكل التي تواجه الصناعة المصرفية ونعمل بكل الوسائل الممكنة على تذليلها وذلك من خلال اتباع انجح السبل في إدارة مخاطر الائتمان وكذلك مراقبة ومتابعة عمليات البنك وإعداد الخطط الاستراتيجية لتحكم مسيرة البنك خلال الأعوام القادمة.

إن خيارنا المستقبلي نحو النمو والتطوير يرتكز على خمسة عوامل أساسية على رأسها وأهمها الاستجابة بفاعلية وكفاءة لرغبات واحتياجات العملاء وتنمية أموالهم بحرص ومسؤولية، وثانيها استحداث وتطوير قاعدة منتجات إسلامية جديدة في السوق الأردني وثالثها تعزيز مركزنا المالي وإحكام الرقابة على عناصر المخاطرة ورابعها تنمية القوى البشرية لتحقيق استمرارية التميز في الأداء، أما العامل الأخير فهو الاستخدام الفعال للتقنية الحديثة والتي لا تعتبر هدفا بحد ذاتها بقدر ما تعتبر أحد عوامل زيادة كفاءة البنك.

وأخيرا لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص شكري لجميع الأخوة أعضاء مجلس الإدارة لما بذلوه من جهد، وأفتخر بالجهود المخلصة التي يبذلها جميع العاملين في هذه المؤسسة واشكرهم عليها. كما أتوجه بشكري الجزيل إلى عملائنا الكرام اللذين أولونا ثقتهم ودعمهم مما أتاح لنا تحقيق النتائج الجيدة خلال العام الماضي. والله ولي التوفيق.

خالد شومان
رئيس مجلس الإدارة