أول فرع للبنك العربي، القدس 1930

 

 

 

 

 

 

.

 

المقر الرئيسي للبنك العربي في نيقوسيا، قبرص
   
     
 
التحكم المؤسسي

لقد كان العام 1999 علامة مميزة في تاريخ البنك العربي، حيث أكمل سبعين سنة من النجاح المطّرد والأداء المتميز كما حقق نتائج جيدة للسنة ذاتها، وأتم إعداد الأسس والقواعد للانطلاق إلى الأمام نحو مستقبل أفضل ونجاح أكبر خلال الألفية الثالثة. لقد حقق البنك خلال سبعين عاما من الجهود المتواصلة إنجازات مهمة على رأسها التنمية الذاتية لقاعدة رأس المال من 15 ألف جنيه فلسطيني (60 ألف دولار أمريكي) إلى بليوني دولار أمريكي، يضاف إلى ذلك انتشار البنك عالميا وتصنيفه ضمن قائمة أفضل البنوك من حيث سلامة المركز المالي والربحية. وقد حرص مجلس إدارة البنك على ضمان وجود العناصر الضرورية للتحكم في المؤسسة وتوجيهها نحو المستقبل بأفضل شكل ممكن.

يتميز البنك العربي في منطقة الشرق الأوسط بتاريخ نجاحه الطويل وبفحوى الرسالة التي أسس من أجل أدائها. حيث يتركز الدور الأساسي الذي يسعى البنك للقيام به على المساهمة الإيجابية في نمو وتقدم المجتمعات التي يعمل فيها، ويتم ذلك عن طريق رفع المستوى الاقتصادي لجميع الجهات المرتبطة به وعلى رأسها عملاء البنك والمساهمون والعاملون فيه. وفي ظل هذا التوجيه يمكن تلخيص رسالة البنك العربي بالقول بأنه المؤسسة المالية الأولى والرائدة في العالم العربي، حيث تتعاظم قوته لوجوده المميز والملموس في الأسواق الدولية وكذلك عن طريق تقديم خدمات ومنتجات مصرفية بكفاية عالية ملبية لحاجات عملائه ومتطلباتهم. ويكرس البنك العربي جهوده كافة للوقوف مع عملائه والمساهمة في نجاح أعمالهم.

إن استراتيجية البنك المفصلة والواضحة تستدعي الاستجابة بفاعلية لمتطلبات العملاء في عالم الخدمات المالية المتغير باستمرار. وبناء عليه فإنه من البديهي أن يسعى البنك إلى توسيع قاعدة منتجاته المصرفية المالية وإضافة خدمات جديدة في مجالات غير تقليدية. وقد تم القيام بعدة مبادرات في هذا المجال، منها تحديث وتحسين أساليب تنمية الموجودات واستثمارها وإيجاد منتجات مصرفية جديدة في مجال الخدمات المصرفية الخاصة والاستثمار وتكثيف الجهود لتحسين خدمات الجزئة.

يقوم البنك بشكل مستمر بمراجعة أنظمته الداخلية من أجل تكريس البعد المؤسسي للعمل فيه. وتهدف هذه الدراسات إلى وضوح المسؤوليات والصلاحيات المرتبطة باتخاذ القرارات التي تنقل الاستراتيجية من واقعها النظري إلى ميدان التطبيق والتنفيذ الفعلي. وتتناول هذه الدراسات كامل الهرم الإداري القائم على كافة المستويات. هذا وإن تحديد المسؤوليات يشكل واضح والإفصاح التام عن نتائج الأعمال سوف يمكنا البنك من تنفيذ خططه والتأقلم مع المتغيرات بنجاح. كما أن هذه الإجراءات بحد ذاتها تزيد من مقدرة المؤسسة على التحكم بالمؤثرات الداخلية والخارجية. ومن الجدير بالذكر أن تطوير الأنظمة يتم بالتركيز على أعمال البنك وطبيعة نشاطاته، الأمر الذي يرفع من قدرته على تحقيق النتائج الأفضل ويزيد من مستوى تفاعله مع معطيات العمل في الأسواق. كما أن هذه المبادئ تساهم في توجيه الجهود لتتناسب بشكل مستقل وأكثر ملاءمة مع كل قطاع من قطاعات العملاء وفي إيجاد الخدمات والمنتجات المناسبة لهم تبعا لفئاتهم وطبيعة نشاطاتهم.

وقد واجهت إدارة البنك وما يزيد عن ستة آلاف موظف عاملين فيه خلال العام 1999 مجموعة غير متناهية من التحديات وقد تمت مواجهتها جميعها بدراية ومهارة وفاعلية. ومن المؤكد أن المستقبل في الألفية الجديدة سوف يحمل في ثناياه تحديات أخرى، غير أننا لم نكن أبدا واثقين كما نحن الآن من حسن قدرة إدارة البنك والعاملين فيه على مواجهة هذه التحديات ومقدرتهم الأكيدة على تحسين المستويات المعيشية لجميع النتنين لهذه المؤسسة.

خالد شومان
نائب رئيس مجلس الإدارة