توجهات
مستقبلية
شهد عام 2000 تكثيف
البنك العربي لجهوده المستمرة من أجل مواءمة مركزه الاستراتيجي
في ضوء المستجدات على البيئة المصرفية العالمية، وأتخذ في سبيل
ذلك عدة مبادرات سيكون لها على الفور آثارها الإيجابية البعيدة.
فطوال المرحلة الماضية
كان البنك العربي يتابع بكل دقة - وكعهده دائما - التطورات المتسارعة
في المحيط المصرفي بفعل عوامل عديدة بعضها دولي كثورة الإلكترونيات،
وانتشار آليات العولمة، وتنامي دور سلطات الرقابة النقدية الدولية
وما تفرضه من ضوابط ملزمة لكل المؤسسات المالية، وبعضها إقليمي
كالتوجه الحثيث إلى الخصخصة، ونشأة العديد من أسواق المال العربية
وتطورها، وتنامي النشاط في عدة اقتصاديات عربية.
وكان البنك العربي
يراقب عن كثب النتائج المباشرة لتلك التطورات غير المسبوقة: فقد
تفتحت أمام البنوك آفاق عريضة، وسنحت فرص جديدة، وتراجعت أنشطة
كانت ذات أولوية متقدمة حتى وقت قريب مضى. كما أزداد تمركز الأنشطة
المصرفية حول أجيال جديدة من العملاء أكثر وعيا وأكثر مطالباَ.
وتضاعفت الخدمات والمنتجات المصرفية عدداً وارتقت مستوى. وصارت
المنافسة عاتية مع التوسع في التجارة الإلكترونية، وتزايد البنوك
العالمية العملاقة الوافدة إلى المنطقة العربية - التي هي مجالنا
الحيوي والقاعدة الرئيسية لعملائنا.
وفي مواجهة تلك المتغيرات
سعى البنك العربي - وبحساب دقيق - إلى استثمار أوجه القوة التي
يمتلكها والتي من بينها متانة مركزه المالي متمثلة في نوعية ممتازة
الجودة من الموجودات، ومعدلات عالية من السيولة النقدية، وتجاوز
نسبة كفاية رأس المال فيه النسب المحددة من اللجان المختصة في
بنك التسويات الدولية. هذا فضلا على قاعدة متسعة من العملاء ذات
ولاء مرتفع نعتز به ونقدر مسؤولياته، إضافة إلى تاريخ طويل ومعرفة
متعمقة بالعالم العربي يدعمان إنتشارنا المكثف فيه، و إمتدادنا
المتسع على خريطة العالم.
وسعيا في ذات الاتجاه
قمت خلال هذا العام بتكليف مجموعة عمل من مسؤولين قياديين من أبناء
المؤسسة بمراجعة وتحديث خطتنا الإستراتيجية وخطة أعمالنا، وتقديم
مقترحاتهم بشأن التلاؤم مع تلك التطورات، وبناء قدرتنا التنافسية
وتعزيزها في ضوء مستجدات العصر.
كذلك فلقد قمنا خلال
عام 2000 بإعادة تنظيم العمل على مستوى جميع فروعنا في أوروبا
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة بإنشاء إدارة إقليمية لكل منهما.
وهي خطوة واسعة إلى الأمام تستهدف رفع الكفاءة من خلال تركيز الموارد،
ومنع الازدواج، وتعظيم العائد من المصروف، وزيادة الربحية.
ويهمني أن أؤكد، ونحن
نحتفل في بدايات هذا القرن الجديد بمرور سبعين عاما على إنشاء
البنك العربي، إن مؤسستنا تحسن في كل وقت قراءة الحاضر واستشراف
المستقبل، وأن لديها القدرة والقوة معا على التطور وفق مقتضيات
العصر لكي تؤكد ريادتها بين أكبر المؤسسات المصرفية في العالم.
خالد شومان
نائب رئيس مجلس الإدارة