مهمّة
أساسية
يركز البنك في عمله
على التعرف على حاجات عملائه الأساسية في الأسواق و القطاعات المصرفية
التي يستهدف العمل بها. وقد بين لنا عملائنا من خلال اتصالاتهم
المباشرة والدراسات والاستبيانات التي قمنا بها حاجاتهم إلى ثلاث
مجموعات جديدة من الخدمات المصرفية. الأولى في مجال الخدمات الإسلامية
والثانية في مجال الصناديق والمنتجات الاستثمارية أما مجموعة الخدمات
الثالثة فقد انحصرت في إدارة المخاطر ومواجهة تقلبات السوق. ولقد
كانت تلبية البنك لرغبات العملاء فورية وبكفاءة عالية، حيث باشر
البنك العربي الإسلامي الدولي أعماله في مطلع العام الحالي. وقد
عملنا على تقديم عدة صناديق وخدمات استثمارية جديدة منذ بداية
العام 1997. كما ستعمل خزينة البنك المركزية قريباً على طرح مجموعة
متكاملة من المنتجات والخدمات المصرفية الهادفة إلى إدارة المخاطر
وتقلبات الأسعار.
يعمل البنك أيضاً على
دراسة منتجاته التقليدية من أجل زيادة فعاليتها ووضعها في وضع
تنافسي أفضل خدمة للعملاء، وتلبية لاحتياجاتهم. ويحرص البنك على
أن تتوفر في جميع منتجاته وخدماته الجديدة النوعية العالية التي
اعتاد على تقديمها، والأهم من ذلك كله المحافظة على جو الثقة والأمان
الذي يمثل إحدى الميزات الأساسية التي يتمتع به عملاؤه.
تظهر نتائج العام
1997 بوضوح قوة البنك العربي المالية ومقدرته الجيدة على تحقيق
الأرباح. حيث استطاع البنك تعزيز أرباحه ورفع نوعية موجوداته ومركزه
المالي في آن واحد. وقد بلغ معدل صافي الربح بعد الضرائب لمتوسط
حقوق المساهمين لمجموعة البنك العربي عن العام 1997 ما يعادل 14.8%،
وارتفع العائد على متوسط الموجودات إلى 1.35% مقابل 1.31%في العام
السابق، أما نسبة كفاية رأس المال تبعاً لقواعد لجنة بازل فقد
كانت 16.28%. إن قوة قاعدة حقوق المساهمين أكثر من كافية لمواجهة
مخاطر تقلبات الأسعار في السوق. ومن الجدير بالذكر أن البنك العربي
لم يصدر حتى الآن سندات طويلة الآجل أو قصيرة الأجل والتي تشكل
جزءاً مهماً من الشريحتين الثانية والثالثة من قاعدة رأس المال
في البنوك الأخرى حسب تعريف لجنة بازل. وهذا يعني أن حقوق المساهمين
الأساسية والمخصصات العامة لدى البنك العربي كافية لمواجهة المخاطر
ولتوفير أساس قوي لزيادة إيراداته في المستقبل.
تؤكد مقدرة البنك على
الاستمرار في تحقيق النتائج الجيدة والتفوق سلامة مركزه الاستراتيجي
وانسجام عملياته مع المؤثرات الداخلية والخارجية. إن أهم عنصر
في كل ما نعمل هو الاستجابة الصحيحة لحاجات العملاء ورغباتهم دون
فرض أية خدمات غير مجدية عليهم. وتبقى رسالة مؤسس البنك ومن حملها
من بعده نبراساً ينير الطريق لجميع العاملين فيه. ولا يمكن التفوق
في الأداء بفاعلية وكفاءة بدون الإخلاص والتفاني الذي يقدمه هؤلاء
العاملون لمؤسستهم والتي ترد لهم الإخلاص بالعطاء والتقدير.
إن تواجد البنك العربي
الهام والكثيف في أهم الأسواق والمراكز الاقتصادية العالمية يزيد
من قوة وضع البنك العربي الفريد ويعطيه ميزة إضافية تمكنه من توزيع
مخاطره جغرافيا وبتوازن فعال. ويعتبر البنك العربي من أكثر بنوك
المنطقة وأفضلها انتشارا في العالم. إن تواجد البنك الفعلي في
الأسواق الدولية يمكنه من النجاح في إدارة مخاطره بكفاءة، والأهم
من ذلك أن وجوده الدولي يعطي عملاؤه الفرصة للوصول إلى هذه الأسواق
بسهولة والاستفادة من خدمات البنك فيها. كما يساعد هذا الانتشار
المتوازن البنك على إدارة موجوداته ومطلوباته بفاعلية وعلى مدار
الساعة.
تحرص إدارة البنك العربي
على اغتنام الفرص الجديدة التي تأتي بها التغيرات مع ما يرافقها
من تحديات. إن الاستفادة من إيجابيات التغير تقوي قدرة المؤسسة
على التأقلم والتطور للأمام بذاتها.
وفي مجال آخر تم تحقيق
تقدم ملموس من قبل اللجان المخولة بالإعداد للتغيرات القادمة مثل
الاتحاد النقدي الأوروبي والعملة الأوروبية الموحدة وللتغيرات
الفنية التي تستدعيها سنة 2000. والأهم من ذلك كله ما سيأتي به
نجاح المفاوضات الخاصة بالخدمات المالية في منطقة التجارة العالمية.
بالنظر إلى المستقبل،
يدرك البنك العربي أن نجاحه المستمر في التواجد الدولي سوف يشكل
عنصرا أساسيا في تقدمه ليس فقط عن طريق الاستفادة من الأسواق الدولية
بل بكونه عاملا فاعلا فيها. كما سيسعى البنك إلى تعزيز مركزه المالي
بحيث يتصدر البنوك الإقليمية بحجم قاعدة حقوق المساهمين فيه عن
طريق الاستمرار في رسمه الجزء الأكبر من أرباحه المتاحة عاما بعد
عام، حيث يتوقع البنك المحافظة على معدلات النمو في أرباحه التي
حققها خلال السنوات الثلاث الماضية. أما النمو في حجم الموجودات
فسوف يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالنمو في حقوق المساهمين مع المحافظة
دوما على مجال جيد لتنمية مقدرة البنك على تحقيق الإيرادات. إن
الاستمرار في رفع مستويات الأداء يستدعي رفع إنتاجية الموجودات
وذلك بإجراء بعض التعديلات على هيكل الميزانية العامة، غير أن
ذلك سوف يتم مع المحافظة دوماً على معدلات السيولة النقدية عند
مستويات أعلى من المعدلات الطبيعية المتعارف عليها محليا أو عالميا.
كما سيعمل البنك للنجاح في التنسيق بين أربعة عوامل استراتيجية
مؤثرة، على رأسها وأهمها الاستجابة بفاعلية وكفاءة لرغبات العملاء
وحاجاتهم والعامل الثاني هو تطوير قاعدة منتجات جيدة وكافية. وتشكل
تنمية القوى البشرية العامل الثالث الذي سوف يمكن البنك من النجاح
في تحقيق أهدافه الإستراتيجية، أما العامل الأخير فيتركز في تطوير
واقتناء أحدث الأنظمة الآلية وأنظمة معالجة المعلومات التي تمكن
البنك من قياس الأداء والإنتاجية بدقة ويزيد فعالية المؤسسة بشكل
عام.
خالد شومان
نائب رئيس مجلس الإدارة