على المكتب أقلام وأوراق وبعض الأدوات ، ومذكرة لخطط مستقبلية، مُشرعة، تتكون من عشر نقاط خطها بقلمه البسيط و (رسمة) كانت هدية من ابنته عائشة لم تفارقه أبداً تجد متسعا لها على سطح المكتب كذلك .

بجوار غرفة المكتب غرفة جلوس يطغى على محتوياتها اللون (البيج) ، وتبدو مريحة ورحبة . فيها بعض الأشياء المتباعدة : كتب عن الفنون ، وطاولة قهوة رخامية غير مرتفعة ، كلها تشير إلى الانطباع الغالب : مكتب وبيت ، دفء وراحة . مزيد من الصور تزخرف الحائط ، وتظهر اعتزاز الرجل بعائلته ، وتزيح الستار عن هواياته في الرياضة وركوب البحر وصيد الأسماك .. كل

المكان يشعُّ حباً لا نهائيا للعائلة.

يعطي هنا رجل الأعمال المجال لرجل العائلة ، داعياً المرء أن يفتح له قلبه حتى وإن كانت زيارته رسمية .

وبعد ، فهناك غرف الرمز : الحياةُ وخلودها ، أعمال فنية للزوجة سهى منفذة بذرّات الرمل التي تحمل ألوان الأرض ، يغلب عليها البني الضارب إلى الحمرة ، بالإضافة إلى الأصفر والأزرق والأسود والأخضر..

وكأنك تدخل إلى كاتدرائية ، يسوقك ممر إلى الغرفة التالية ، حيث المزيد من الأعمال الفنية لسهى ، صور فوتوغرافية تبدي رؤية فنية مرهفة . معظم هذه الصور مناظر للغروب ، ربما تكون وداعاً أو تنبؤاً بغروب حياةِ خالد شومان . ولقطة لجزء من جانب وجهه خلفيتها صورة للبحر عند الغروب كبيرة بحجم الحائط ، لكأنها تكمل دورة الحـياة ؛ الماء _ البداية، والنهاية _ والرمل ، الذرات التي تشكل تكويننا جميعاً . حياةٌ لا تنتهي أبداً ، وإنما تتحول وتتحول لتعيش خالدةً في الذاكرة .

 
       

 

السقف المرتفع وزجاج النوافذ المغبرّ تحوِّل المكان إلى ما يشبه الصرح ، وتشيع شعوراً من الروحانية والتأمل ، وتترك المرء يحس أن النهاية ليست بالموت ، خاصة بالنسبة لخالد شومان.

إيـكا وهبـة

الجوردن تايمز