خالد في مدرسة سان جورج الإبتدائية في القدس، في الثلاثينات
 
 
 

نشأ خالد شومان في القدس. وبينما كان يتلقى تعليمه في مدرسة سان جورج خلال الثلاثينات والأربعينات، كان البنك العربي في بدايات نموه، يعزز مواقعه في فلسطين ويفتح فروعه الأولى في مدن مختلفة من العالم العربي، وفي عام 1937 اعتقل والده ضمن الذين أودعتهم السلطات البريطانية سجن صرفند خلال سنوات التمرد والثورة ما بين 1936 - 1939. وعندئذ قرر عبد الحميد شومان أن يكرس طاقته للعمل على تحقيق أهداف أمته من خلال مؤسسته المصرفية. وأتاح قراره هذا للبنك العربي أن يستمر رغم الحروب والقلاقل التي عانت منها المنطقة، وسار خالد على ذات نهج والده وبنفس القدر من الالتزام.

عام 1948 نشبت الحرب في موطنه فلسطين، وكانت عائلته ممن أجبرتهم النكبة على هجرة مدنهم وقراهم واللجوء إلى دول عربية مجاورة، فاستكمل دراسته الثانوية في المدرسة الأشهر في المنطقة كلها، وهي كلية فكتوريا بالإسكندرية. ونشأت في مصر صداقات عديدة دامت بعدها العمر كله. وكان لانتقال خالد شومان من القدس مدينته التاريخية، إلى الإسكندرية بانفتاحها وحضارتها العريقة أثره على آفاقه واهتماماته التي ازدادت اتساعا حين أنهى الدراسة الثانوية وسافر إلى إنجلترا ليدرس الاقتصاد في جامعة كمبريدج، في وقت كانت فيه أوروبا تستعيد قواها بعد الحرب العالمية الثانية.

 
   
حصل خالد على درجة البكالوريوس من جامعة كيمبريدج
 

وهناك عاش سنوات صرف الغذاء بالبطاقات وإعادة البناء، كما عاش ازدهار الحياة الثقافية، وصعود الحركة المسرحية، وانتشار الأنشطة الرياضية. وكانت كلها خبرات ثمينة شكلت شخصيته التي جمعت بين الإحساس المتدفق بالواجب والإقبال الدافق على الحياة.

في عام 1955 حصل خالد شومان على البكالوريوس في الاقتصاد وفور تخرجه من الجامعة بدأ تدريبه في بنك ميدلاند في لندن.

عاد خالد إلى الأردن وقد أثرته تجربة حياته وتعليمه في الخارج، ليساهم مع والده وأخيه الأكبر عبد المجيد في عمليات البناء المستمر للبنك العربي. وفي عام 1956 عُيِّن مساعداَ لنائب المدير العام، وفي عام 1957 انتخب عضواَ في مجلس إدارة البنك العربي، وفي عام 1959 حصل على شهادة الماجستير من جامعة كمبريدج أيضا. و قدر للبنك في تلك السنوات أن يمر بأوقات صعبة، وأن يواجه عمليات التأميم لفروعه في عديد من الدول العربية، ثم آثار الهزيمة العسكرية إثر العدوان الإسرائيلي عام 1967.

 

خالد مع جلالة الملك حسين في لقاء مع اصدقائه من خريجى كلية فكتوريا

خالد في كلية فكتوريا، في الأربعينات