1/7/2001
رحيل خالد شومان بعد حياة حافلة بالعطاء والعمل
مجلة البنوك في الأردن

تلقت الأوساط السياسية والمصرفية والاجتماعية، صدمة أنباء وفاة خالد عبد الحميد شومان الذي انتقل إلى رحمة الله في فيينا عن عمر يناهز السبعين عاماَ. كان وقع النبأ عظيماَ على الجميع ممن يوقنون بأنها خسارة حقيقية لرجل كرس حياته ليجعل من "البنك العربي" مؤسسة ريادية صلبة في خدمة القضايا الوطنية والقومية.

ولد خالد عبد الحميد أحمد شومان في بروكلين - نيويورك في 13 تشرين أول 1931. وعاد مع والده من الولايات المتحدة إلى القدس عام 1933. التحق بمدرسة السان جورج في هذه المدينة عام 1937. وعندما وقعت نكبة فلسطين عام 1948، كان خالد لا يزال في الصف الثالث الثانوي، فتوجه مع أفراد عائلته إلى مصر حيث كان والده موجوداَ هناك للعلاج.

حرص والد خالد على أن يتعلم ابنه دروس الحياة في خط مواز لما كان يتعلمه في المدرسة، فواظب على إصطحابه معه في رحلاته خارج القدس، وخاصة إلى يافا وحيفا وغزة. وفي عام 1942 سافر معه إلى بيروت والى حلب لإفتتاح فرع البنك هناك، وكان فخوراَ به على نحو ظاهر، وهو يعده لأن يكون مصرفياَ مؤهلاَ بجدارة.

إلى جانب الحرفة المصرفية، فقد ورث خالد شومان عن والده عبد الحميد صفات البساطة والتواضع التي ظلت ملازمة له في حياته العملية مضافاَ إليها المشاركة والمصارحة مع العاملين معه.

عندما أقام خالد في مصر مع عائلته أثر النكبة الفلسطينية في عام 1948 إلتحق بمدرسة فكتوريا في الاسكندرية. كانت هذه المدرسة أشهر مدرسة في الشرق الأوسط، حيث ضمت في حينه طلابا من 49 بلدا. زامله فيها الأمير رعد بن زيد، والأمير زيد بن شاكر، وفي العام التالي لدراسته انضم إلى تلاميذ المدرسة جلالة المغفور له الملك الحسين.

أكمل خالد شومان دراسته الثانوية في مدرسة فكتوريا وتوجه إلى إنجلترا لمتابعة دراسته في جامعة كامبريدج.

وقبلها كان قد التحق في (ميدلاند بنك) لمدة عام مما ساهم في صقل شخصيته وأكسبه جانباَ من الخبرة والنضج معاَ. إلتحق بالجامعة عام 1952 واختار الاقتصاد موضوعا لدراسته بسبب اتصال هذا الموضوع بأعمال البنوك.

تخرج عام 1955 بحصوله على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد، وفي عام 1959 حصل على شهادة الماجستير من نفس الجامعة.

بعد إكمال الدراسة الجامعية، إلتحق خالد مرة أخرى بميدلاند بنك ليتدرب على الأعمال البنكية المتقدمة.

في مطالع عام 1956 عاد خال شومان إلى عمان بعد أن أكمل تجهيزه الأكاديمي والعلمي في الخارج، وأصبح موظفاَ في البنك العربي براتب مقداره مائة دينار، ومثل أي موظف جديد، بدأ خالد كموظف متدرب طوال ستة أشهر، وأصدر والده تعليمات صارمة بان يتدرب في كل الأقسام لكي يعرف تماماَ من ماذا يتألف عمل البنك. وعند انتهاء مدة التدريب عين كمساعد للمدير العام في الإدارة العليا، وفي 22 آذار 1975 عين عضواَ في مجلس الإدارة.

بعد حرب حزيران 1967 بدا أن المنطقة والبنك العربي يدخلان في مرحلة جديدة. وأخذ خالد يكثف من نشاطه في البنك، خاصة في مجالي التغيير والتنظيم اللذين أصبحا أكثر ضرورة، لأن البنك أخذ ينتشر خلال الستينات في أوروبا وشمال إفريقيا. وبعد وفاة والده عام 1974 تغيرت الأمور فقد أصبح نائبا للمدير العام (منذ 1/11/1974) وكان لهذا المنصب صلاحيات معترف فيها في النظام الداخلي، وهي صلاحيات واسعة، وتشبه صلاحيات المدير العام، وقد بقي في هذا المنصب وهذه المسؤوليات حتى شهر أيار 2001 عندما استقال وغادر إلى فيينا.

تزوج خالد شومان عام 1973 من إبنة خاله، سهى محمد عبده حلمي حفيدة أحمد حلمي باشا، وأنجبا ابنهما البكر عمر عام 1979 وابنتهما عائشة عام 1982.

رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه.