1/7/2001
غياب خالد شومان
نجم هوى من سماء البنك العربي
جميل بركات
مجلة مال واستثمار

وافتح عيني كل يوم لكي أرى على صفحات المجد من هو ميت ؟قرأت نعيه صبيحة يوم الأحد في الصحف:
المرحوم
خالد عبد الحميد شومان
انتقل إلى الرفيق الأعلى في فيينا يوم السبت الموافق 30/6/2001 وسيعلن لاحقا عن موعد ومكان العزاء بعد وصول جثمانه الطاهر إلى عمان.

فحزنت بل وذهلت لفقد صديق عزيز عرفته منذ ثمانية وخمسين عاما حين كان طالبا وكنت يومئذ موظفا في البنك الغربي بالقدس الذي أسسه والده العصامي المرحوم عبد الحميد شومان، المعروف بمواقفه القومية المشرفة، وانه لاعتزاز لي ومدعاة للفخر أن أكون أحد خريجيه.

كان خالد -رحمه الله وأجزل له الثواب- في الثانية عشرة من العمر،ويداوم في البنك أيام العطلات المدرسية،وقد كان فتى وسيما يتدفق نشاطا وحيوية ،لا تفارق الابتسامة وجهه وظل كذلك يريد أن يتعلم ويعرف كل شيء عن مختلف أعمال البنك، ينتقل من قسم إلى قسم، يستفسر ويناقش، وليس عنده أحب من ساعة معرفة مصداقا للآية الكريمة "وقل ربي زدني عاما".

وتدور الأيام والسنين فينهل علم الاقتصاد من أعلى منابعه والخبرة المصرفية من أرقى وأوثق مصادرها، شعاره أن الإنسان خلق ليتعلم ويعمل .ويسير في العمل المصرفي مع أخيه الأستاذ الكبير السيد عبد المجيد شومان كنائب له على درب المرحوم والدهما ، الذي كانت فلسفته في الحياة تستند إلى القيم الأخلاقية الرفيعة والاستقامة وسمو الغاية في خدمة الاقتصاد العربي من المحيط إلى الخليج، فكان لهما ما أرادا بفضل الجد والمثابرة والعمل الدءوب، فأصبح البنك العربي أكبر مؤسسة مصرفية يشار لها بالبنان في العالم. رحم الله أبا عمر الفقيد الغالي وأكرم مثواه وجعل جنات النعيم مأواه، فموته خسارة كبيرة، فحين يشيع إلى مقره الأخير ستودعه دموع أهله ومريديه وعارفي مآثره وفي كل نفس حسرة عليه، ولكن هذه سنة الحياة ولن تجد لسنة الله تبديلا. ومن عرف شخصية خالد وحلو حديثه ومكارم أخلاقه لن ينساه وسوف يذكره دائما:
" يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".
صدق الله العظيم