5/7/2001
خالدعبد الحميد شومان
رفيق الحريري - رئيس مجلس الوزراء اللبناني
جريدة الدستور

من أشد اللحظات وطأة على النفس، أن تسمع نبأ فقدان صديق عزيز، والمغفور له المرحوم خالد عبد الحميد شومان، من الأصدقاء الذين سنفتقدهم طويلاَ، وسنشعر بمرارة غيابهم عن تلك الدوحة من الصداقات، التي ما زالت عائلة شومان تشكل أحد أعمدتها في هذا الجزء الغالي من أمتنا العربية.

والذين يعرفون خالد شومان جيداَ، لا بد أن يشدهم الحزن العميق إلى ذكراه الخفاقة بين القدس وعمان وبيروت والرياض وسائر العواصم القريبة والبعيدة، والى شخصيته التي طبعت على الود والاستقامة والجدية والطيبة، وحسن السيرة والمثابرة والنجاح المتواصل، وهو الذي تقلد المهام تلو المهام في واحدة من كبريات المجموعات المصرفية العربية، وبقي حتى الرمق الأخير من حياته، يتحمل مسؤولية النهوض بها، إلى أن هوى في معتركها.

عرفته أخاَ وصديقاَ وشريكاَ في الآمال والأحلام والطموحات، وعضواَ أصيلاَ في نادي الصدق والأمانة والوفاء. له في قلوب عارفيه مودة خاصة ومنزلة ترتقي سلم الاحترام الدائم، والإقرار بما له من كفاءات وخبرات وإنجازات، ستبقى علامة مميزة في التاريخ المميز لأسرته العربية العريقة.

لقد عاش خالد شومان في سبيل أن يبقى البنك العربي، منارة متألقة في العالم المصرفي. فأعطاه من علمه وجهده وخبرته وحياته، ونذر له السنوات الطوال، إلى أن طوته المنية وأغلقت قلبه على وصيته الدائمة بوجوب أن تحافظ هذه المؤسسة على المرتبة التي استحقتها على مر السنين.

الصديق الحبيب أبا عمر،

وجهك الطيب لن يغيب عنا، وسيرتك الطيبة ستبقى معنا بأذن الله.

عوضنا الله عنك، بعائشة وعمر وأشقائك وأصدقائك، وبالعائلة الكريمة التي كتبت في صفحاتها المجيدة، اسماَ خالداَ بالأعمال الحميدة.

رحمك الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.