3/7/2001
خالد شومان.. الغائب الحاضر
منذر الفاهوم
جريدة الرأي

يوم أمس - الثلاثين من حزيران - غاب عنا خالد شومان ليلتقي وجه ربه. وكما مات أبوه عبد الحميد شومان في كارلوفافاري مات خالد خارج بلده وكانت نهاية المطاف في فيينا بعد أسبوع قضاه في مركز العناية المركزة في أحد المستشفيات حيث كان يكافح من أجل الحياة. لقد خذلته الرئة المزروعة لا بل خذلتنا جميعا ولا يزال جثمانه بانتظار رحلة العودة إلى الوطن. إنها تذكرة بدون عودة والرحلة الأخيرة بعد الرحلات الكثيرة وبعد مئات الألوف من الأميال.

قبل خمسة وأربعين عاما تولى خالد شومان حركة المكننة والتحديث في البنك العربي وكان حديث التخرج من جامعة كامبردج. وكانت نقلة نوعية مكنت البنك من ارتياد آفاق من العمل لم تكن متاحة له من قبل. وعندما خسر البنك العديد من فروعه في مختلف البلاد العربي نتيجة سياسات التأميم كان البنك تقنيا في وضع تنافسي ومهيأ لانطلاقة كبرى تجاوزت العالم العربي فانتشر في أوروبا وأفريقيا وأمريكا ثم في الشرق الأقصى واستراليا.

الصورة التي يحملها البعض عادة عن كبار رجال الأعمال ليست بالصورة المشرقة: إلا خالد شومان فقد أعطى صورة مختلفة - صورة إنسانية مضيئة عزّ نظيرها. صورة الوفاء والرأفة والشهامة وإقالة العثرات دونما تفريط في حقوق أو واجبات. كان الزوج الحاني والأب العطوف والأخ الكريم والصديق في وقت الشدة كما الرخاء.

يا خالد.. لك الرحمة من الله تعالى كما كنت رحيما بالجميع وستظل ذكراك خالدة وستبقى حاضراَ بيننا.