30/6/2001
خالد شومان كماعرفته
شخصية قيادية يجملها التواضع
محمد أمين
مجلة البنوك في الأردن

لم يكن خالد شومان، رحمه الله، محباَ للظهور وتحقيق الشهرة من خلال وسائل الإعلام، وهو لم يحبذ دائماً اللقاءات الصحفية أو أن يقوم كاتب ما بالكتابة عنه، وكان ينأى بنفسه عن ذلك باستمرار رغم أنه كان من أعلام المصرفيين في العالم، ومن عائلة مصرفية عريقة، إرتبط اسمها بأكبر بنك للقطاع الخاص في العالم العربي.

وها قد انتقل خالد شومان إلى رحمة الله تعالى فإننا لا بد وأن نتحدث ونكتب، وفاءَ لهذا الراحل الكبير، وتجربته وإنجازاته، فقد كان المرحوم "أبو عمر" يتمتع بذكاء خارق وعقلية منفتحة وببعد النظر والأخلاق الرفيعة و كانت شخصيته قيادية قوية تتجمل بالتواضع الجم، والخجل المحمود، وكان حب الناس والكرم اللامحدود من صفاته التي لازمته طوال حياته، فلم يرد سائلاََ ولا محتاجاَ لمساعدة، كان هادئاَ يناقش أكبر القضايا بروية، ملتزماَ ومدافعاَ عن قضايا أمته وشعبه، وعاملاَ مجداَ مجتهداَ من أجل تحقيق نهضة اقتصادية عربية، ساعياَ وراء التقدم والتطور ومواكبة أحدث المستجدات في عالم الاقتصاد والمال والمصارف في العالم.

كان صديقاَ حميماَ لكل من عرفه عن قرب، لقربه من النفس والقلب والعقل، وسامياَ مترفعاَ عن صغائر الأمور.

حقق المرحوم خالد شومان خلال عقود من العمل في مؤسسة البنك العربي بتعاونه مع أخيه الأكبر شيخ المصرفيين العرب عبد المجيد شومان أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية ومع عبد الحميد الحفيد الذي تسلم الإدارة العامة للبنك حالياَ، حقق الكثير من الإنجازات التي جعلت من البنك العربي يحتل موقعاَ من أفضل المواقع المصرفية في العالم، من خلال رؤية واضحة للمستقبل المستند إلى تاريخ عريق جسده المرحوم عبد الحميد شومان مؤسس البنك.

كان في أعلى قمة الهرم الإداري للبنك، وأتاح له ذلك أن ينفذ الكثير من الخطط والأفكار التي أسهمت في تطوير مسيرة البنك، ولم يكن صاحب قرار فردي بل كان يحاور ويستشير ويناقش ويتبادل الآراء مع ذوي الاختصاص، وهذا مما جعله إدارياَ متميزاَ يحظى باحترام وتقدير كافة موظفي البنك وكافة الأوساط والجهات التي تتعامل مع البنك العربي.

أما قضية فلسطين فكانت في موقع القلب من خالد شومان وخاصة القدس التي كانت منها الانطلاقة الأولى وملاعب الصبا، وكانت ذكرياته فيها من أجمل ما حملته ذاكرة "أبو عمر" وحنينه لها لا تحده حدود.

الحديث عن المرحوم خالد شومان يطول ويطول، ويكفي في نهاية هذه الكلمة أن أشير إلى أن رجلاَ فقيراَ كان يقف قرب المسجد الذي وصله جثمان المرحوم خالد شومان، فهو عندما عرف بوفاة خالد شومان جاء ليكون في وداعه وقال إنني لم أكن أعرفه ولا يعرفني ولكنه قدم لي مساعدة سأظل أذكرها ما حييت فقد قام بمعالجة ولدي ليعود البصر إلى عينيه، فمثل هذا الرجل يجب أن لا ننساه أبداَ.

وأخيراَ نقول أن الخسارة برحيل خالد شومان أكبر من أن تعوض، وأكبر العزاء لنا بخير خلف لخير سلف ذلك الشاب الذي تسلم إدارة البنك عبد الحميد شومان، وباستمرار مسيرة البنك العربي الذي يتقدم ويزدهر يوماَ بعد يوم برعاية السيد عبد المجيد شومان أمد الله في عمره.

رحم الله أبا عمر وأسكنه فسيح جنانه وألهم آله وذويه الصبر والسلوان.